فلسفتي في التدريس
حول فلسفة التدريس..
تقول د. كالاركو: “فلسفتي
تقوم على معاملة الطلبة باحترام، فالطالب لن يتعلم إلا ممن يثق به، ولن يثق إلا
بمن يحترمه، لذا فالاحترام هو الأساس. لكن ماذا أعني بالاحترام؟..احترامهم يعني
مزيجًا بين رفع سقف المأمول منهم، والأخذ بأيديهم نحو تحقيق ذلك بتفان
وإخلاص."
ويقول أحدهم..
فلسفتي في التدريس باختصار
تكمن بأن "الفكرة القائلة بأن التلاميذ قد يعرفون أكثر من معلميهم لا تزال
غير مقبولة"!
فلسفتان متناقضتان ومختلفتان
تمامًا، يتفق البعض مع الفلسفة الأولى والبعض الآخر مع الفلسفة الثانية
أما
أنا فأميل للاتفاق مع الفلسفة الأولى لأني أؤمن أن التدريس لا يقتصر على إملاء
القواعد على الطالب وتلقينه الدروس بل على جعله محور العملية التعليمية ولذلك فإن
فلسفتي في التدريس تكمن في إعطاء الطالب الفرصة للانخراط والمشاركة والتحدث
والمناقشة لإبراز نفسه بصورة تجعله متميزًا ومختلفًا، فالتعلم عملية نشطة يجب أن
يكون محورها الطالب ويكون فيها المعلم هو المرشد والموجه وليس مجرد مصدر للمعلومات.
فعندما يكون الطالب هو محور العملية التعليمية هذا يعزز من فكرة التعلم مدى
الحياة. وهناك من يظن أن تعزيز فكرة التعلم مدى الحياة ليس مهمًا لا سيما عند طلبة
الحلقة الأولى ولكني أرى أن الطفل يتشكل في هذه المرحلة كما تُشكله أنت فلا فرصة
أفضل من هذه لتعزيز فكرة التعلم مدى الحياة.
كما
أني كمعلمة أسعى إلى خلق بيئة تعليمية حيث يشعر فيها الطلاب بالترحيب والقبول
ويشعرون بأنهم قادرون على تحقيق أهدافهم. وخلق تلك البيئة يكون عبر احترام الطلبة
وتشجيعهم وعدم الاستهانة بقدراتهم واستخدام الاستراتيجيات المتنوعة التي تنمي
مهارات القرن الحادي والعشرين.
المهارات
التي على طلابي اكتسابها كمعلمة حلقة أولى، هي المهارات الأساسية في القراءة فيجب
أن يتعلم الطلاب كيفية قراءة الكلمات والجمل وفهم ما يقرأونه. والكتابة فيجب أن يتعلم الطلاب كيفية كتابة الكلمات والجمل والفقرات. والحساب
كالمفاهيم الأساسية في الرياضيات مثل الجمع والطرح والضرب والقسمة. لأن
هذه المهارات ضرورية للنجاح في جميع مراحل التعليم. كما أني اسعى لإكسابهم مهارات
التعلم المستقل، والتواصل والتعاون.
أعتقد
أن طرق تقييم التعلم تختلف لكل مادة اعتمادًا على ما الذي تحاول قياسه، ولكن معظم
المواد يُمكنك تقييم التعلم بها عن طريق الاختبارات القصيرة لأنها تُوضح ما إن كان
الطلاب قد فهموا الدرس، وعن طريق العروض التقديمية -لبعض المواد- كي تنمي من ثقة
الطالب وكي تعزز مهارة التعلم المستقل. كما يجب مراعاة عدة نقاط عند اختيار نوع
التقييم مثل الملاءمة والدقة والعدل، فمثلًا هناك بعض المعلمين الذين يقيّمون
التعليم من خلال مشروع يتم فرضه على الطلبة، والذي يحدث أن بعض الطلبة يقومون
بإنشاء المشروع بأنفسهم وبإمكانياتهم البسيطة وبعضهم ينشؤون المشروع في المكاتب،
وغالبًا يكون المشروع الذي تم انشاءه في المكتبة أرتب و أفضل فيحصل هذا الطالب على
درجة أعلى من زملائه الذين لم يتمكنوا من إنشاء مشاريعهم في المكاتب نظرًا لظروفهم
المادية، فهذه طريقة تقييم غير عادلة كما أنها غير دقيقة إذا أنها لا تُأكد أن
الطالب قد فهم الدرس ففي نهاية الأمر ليس هو من انشأ هذا المشروع.
أؤمن أنه على المعلمين أن لا يكتفوا بخبراتهم بل عليهم التطوير من أنفسهم حتى آخر يوم لهم في هذه المهنة فكما يُقال "يظل الإنسان عالماً ما ظن أنه جاهل، فإذا ظن أنه عالم فقد جهل"، ويمكنهم التطور من خلال المشاركة في الدورات التدريبية والندوات، والتعلم من أصحاب الخبرة من هذا المجال. كما أن قراءة الكتب والمقالات حول التعليم والتعلم تُفيد المعلمين وتطورهم كثيرًا في مجالهم. كما أن ملاحظات الطلاب بأنفسهم وأولياء أمورهم وزملاء المهنة -التغذية الراجعة- مفيدة جدًا وليس على المعلمين تجاهلها. هدفي هو أن أصبح معلمة متميزة تلهم الطلاب على التعلم والنمو من خلال تطوير علاقات قوية مع الطلبة وخلق بيئة إيجابية وداعمة لهم جميعهم. سأستخدم بيانات نتائج الطلبة كمقياس لمعرفة مدى فهمهم، وإن ظهر أنهم لم يفهموا شيئًا ما -درجاتهم متدنية في مسألة معينة- سأعتبر أني أنا من فشلت في إيصال الدرس وليس الطلبة هم من لم يفهموه، فكما يقول أينشتاين: "إذا لم تستطع شرح فكرتك لطفل عمره 6 أعوام فأنت نفسك لم تفهمها بعد!" فسأغير من طريقتي واستراتيجياتي لأجعلها تلائم احتياجات الطلبة.
تعليقات
إرسال تعليق